• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    علامات الساعة (1)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تفسير: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    الشباب والإصابات الروحية
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
  •  
    من فضائل الصدقة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم حديث
علامة باركود

سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (20)

محمد بن عبدالله السريِّع

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/12/2009 ميلادي - 18/12/1430 هجري

الزيارات: 10333

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع

[كتاب الطهارة]

(20)


توطئة:
مضى في الحلقة السابقة دراسة حديث أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -: «السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب»، وتبيَّن أنه خطأ من حماد بن سلمة، وأن صوابه من حديث عائشة - رضي الله عنها -.

 

وفي هذه الحلقة أواصل دراسة أسانيد حديث عائشة، ثم أحاديث الباب عن غيرها من الصحابة.

 

ب- رواية القاسم بن محمد عن عائشة:
وقد جاءت من طرق عنه:

1- طريق داود بن الحصين عن القاسم:
وقد تفرد بها -فيما وجدت- إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود، وهو منكر الحديث، حكم عليه الداقطني بالترك، وقرن بعض الأئمة جرحهم بذكر روايته عن داود بن الحصين نفسه، فلعل المناكير في روايته عن داود كثيرة، وهذه الطريق لهذا الحديث منها.

 

2- طريق رجل عن القاسم:
وقد رواه أبو نعيم، عن الطبراني، عن عباد بن عبدالله العدني، عن يزيد بن أبي حكيم، عن الثوري، عن محمد بن إسحاق، عن رجل، به، وعباد بن عبدالله ترجمه الذهبي باسم: عباد بن محمد بن عبدالله[1]، ولم يذكر أكثر من روايته عن حفص بن عمر العدني، ورواية الطبراني عنه[2]، وقد روى الطبراني عنه غيرَ حديث عن يزيد عن سفيان[3]، فحال هذا الرجل مجهولة.

 

وتابع يزيدَ بن أبي حكيم عن الثوري: مصعبُ بن المقدام -فيما علقه الدارقطني ولم أجده موصولاً-، ومصعب فيه ضعف.

 

ورواه مؤمل بن إسماعيل عن الثوري وشعبة، واختُلف عنه:

• فرواه الحسن بن الصباح عنه، عنهما، عن ابن إسحاق، عن رجل من آل أبي بكر، عن القاسم، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، به مرسلاً.
• ورواه عبدالله بن الليث المروزي عنه، عن الثوري وشعبة، عن ابن إسحاق، عن أبي عتيق التيمي، عن القاسم، عن عائشة، به.
• وقد علق الدارقطني رواية مؤمل، عن الثوري وشعبة، عن ابن إسحاق، عن رجل، عن القاسم، عن عائشة، به[4]، والظاهر أن الدارقطني وقعت له هذه الرواية عن مؤمل.

وهذا من اضطراب مؤمل بن إسماعيل وتخليطه؛ فإنه سيئ الحفظ كثير الغلط.

 

وأما رواية يزيد بن أبي حكيم ومصعب بن المقدام عن الثوري، ففي القلب منهما؛ لأمرين:
أولهما: أن الثوري روى عنه من الكبار الأثبات الأئمة، وجاء حديثه بالأسانيد الصحاح المشهورة، ولا يقبل أن يجيء حديثه بهذين الإسنادين الغريبين، في أحدهما جهالة، وفي الآخر ضعف.
الثاني: أن هذه الرواية تؤدي بالثوري لمخالفة عشرة رواة، أكثرهم أثبات حفاظ، كشعبة بن الحجاج وإسماعيل بن علية وسفيان بن عيينة وعبدة بن سليمان ويزيد بن هارون وعيسى بن يونس ونحوهم، كلهم رووه عن ابن إسحاق عن ابن أبي عتيق عن عائشة، ولم يذكروا رجلاً، ولا جعلوه عن القاسم، ومثل هذا يبعد أن يرويه الثوري شاذًّا عن الجماعة، ولا يصح أن يُثبت ذلك بهذين الإسنادين.

 

3- طريق عبدالرحمن بن عبدالله بن أبي عتيق عن القاسم:
وقد جاءت من طريق سليمان بن بلال عنه، وعلقها الدارقطني عن داود بن الزبرقان كذلك، وداود هذا متروك منكر الحديث، لكن الشأن في رواية سليمان بن بلال، إذ إنه ثقة مدني.

 

وروايته أخرجها البيهقي عن الحاكم، عن أبي العباس الأصم، عن الربيع بن سليمان، عن عبدالله بن وهب، عن سليمان بن بلال، به[5]، وقد احتمل البيهقي -بناء على رواية سليمان بن بلال- أن عبدالرحمن بن أبي عتيق سمعه من أبيه -وهي رواية يزيد بن زريع والدراوردي المارّة آنفًا- وسمعه من القاسم -كما في هذه الرواية-، قال: (وقيل: عبدالرحمن، عن القاسم بن محمد، فكأنه سمعه منهما جميعًا)[6]، وجزم بذلك في موضع آخر، فقال: (وقد رواه عبدالرحمن بن عبدالله بن أبي عتيق مرةً عن أبيه عن عائشة، ومرةً عن القاسم بن محمد عن عائشة)[7]، ولهذا وجهٌ من حيث إن سليمان بن بلال ثقة، واتفق في البلاد مع شيخه ابن أبي عتيق، وقد قيل: إنه مولى لعبدالله بن أبي عتيق -والد شيخه-، وفي هذا مزيد اختصاص بهذه العائلة.

 

لكن الظاهر أن رواية ابن أبي عتيق عن أبيه عن عائشة أصح، فقد رواه عنه كذلك الدراوردي، وهو من أهل المدينة، وإن كان أدنى ضبطًا من سليمان بن بلال، إلا أنه تابعه من هو أوثق منهما جميعًا: يزيد بن زريع، وهو حافظ ثقة ثبت متقن، وله رواية عن المدنيين، ثم قد توبع عبدالرحمن بن أبي عتيق على هذا الوجه -كما سبق-؛ تابعه محمد بن إسحاق، فرواه عن ابن أبي عتيق الأب عن عائشة، وهذا يؤيد هذا الوجه ويقويه.

 

وقد ذكر الدارقطني رواية داود بن الزبرقان، ولم يتعرض لرواية سليمان بن بلال، وقال: (وليس هو بمحفوظ)، وقال: (وذكر القاسم فيه غير محفوظ)[8]، وهذا هو الراجح، وربما كان الخطأ ممن دون سليمان بن بلال لا منه، خاصة أن هذا الإسناد فردٌ في طبقات متأخرة، فورود الخطأ عليه قوي.

 

4- طريق عيسى بن ميمون عن القاسم:
وفي إسنادها من لم أعرفه، وعيسى بن ميمون منكر الحديث، وأنكروا عليه أحاديث عن القاسم خاصة، وهذا الحديث من مناكيره عنه، وقد قرن بالقاسم: هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، وهذان إسنادان من أصح الأسانيد عن عائشة، لا يحتمل أن يقرنهما هذا الراوي.

 

ج- رواية عبيد بن عمير عن عائشة:
جاءت من طريق ابن جريج، عن عثمان بن أبي سليمان، عن عبيد بن عمير، به.

ورواه معمر، عن رجل، عن عبيد بن عمير قوله.

ورواه نعيم بن عمر، عن عبيد بن عمير، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلاً.

وفي كل هذه الروايات -على اختلافها- ضعف.

 

فأما رواية ابن جريج؛ فلم أجده صرح فيها بالتحديث، وهو مشهور بالتدليس، كما أن طبقة عثمان بن أبي سليمان متأخرة عن إدراك عبيد بن عمير، وغالب شيوخ عثمان ممن توفي بعد سنة تسعين، أما عبيد بن عمير فمن كبار التابعين، وقد توفي سنة ثمان وستين، وعثمان بن أبي سليمان يدخل واسطة بينه وبين عبيد بن عمير[9]، ففي الإسناد انقطاع.

 

ورواية معمر فيها الرجل المبهم.

 

ولم أعرف نعيم بن عمر راوي الوجه الثالث، وقد ترجمه البخاري في تاريخه، فذكر روايته هذه فحسب.

 

د- رواية عروة عنها:
جاءت من طريق إسماعيل بن عياش وعيسى بن ميمون عن هشام بن عروة، عن أبيه، به، وسبق بيان حال عيسى بن ميمون وروايته، وأما رواية إسماعيل بن عياش؛ فرواها عنه عبدالوهاب بن الضحاك، وهو متروك مكذَّب متهم بالوضع.

 

هـ- رواية أم عبدالله عن عائشة:
جاءت من طريق خالد بن يحيى السعيدي، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن أم عبدالله، به، ولم أتبين بالدقة خالد بن يحيى هذا، وروايته منكرة؛ لمخالفته الأثبات -ممن سبق ذكرهم- الذين رووه عن ابن إسحاق، عن ابن أبي عتيق، عن عائشة.

 

و- رواية عمرة عنها:
جاءت من طريق عبدالله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن عبدالله بن أبي بكر، عن عمرة، به، قال الدارقطني: (ولم يتابع عليه)[10]، يعني: ابن إدريس، وقال البيهقي: (كذا قال، والصواب: عن محمد بن إسحاق، عن عبدالله بن محمد بن أبي عتيق[11]، عن عائشة)[12].

 

3- تخريج حديث عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-:
أخرجه أحمد (2/108)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (7/57، 58، 37/409) من طريق السراج، كلاهما عن قتيبة بن سعيد، والطبراني في الأوسط (3113) -وعنه أبو نعيم في السواك، كما في الإمام (1/336)- من طريق عبدالله بن يوسف، والطبراني في الأوسط (3113) من طريق شعيب بن يحيى، وابن عساكر في تاريخ دمشق (7/57) من طريق كامل بن طلحة، أربعتهم -قتيبة وعبدالله بن يوسف وشعيب وكامل- عن عبدالله بن لهيعة، عن عبيدالله بن أبي جعفر، وأبو طاهر السلفي في معجم السفر (613) من طريق عمرو بن أحمد بن بديل، عن عبدالملك بن قريب الأصمعي، عن مالك،كلاهما -عبيدالله بن أبي جعفر ومالك- عن نافع، وابن عدي في الكامل (6/277) من طريق محمد بن معاوية النيسابوري، عن الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن نعيم المجمر، وابن عساكر في تاريخ دمشق (43/6) من طريق ميسرة بن علي، عن علي بن أبي طاهر، عن إسماعيل بن توبة، عن إسماعيل بن جعفر، عن عبدالله بن دينار، ثلاتثتهم -نافع ونعيم وعبدالله بن دينار- عن عبدالله بن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «عليكم بالسواك، فإنه مطيبة للفم ومرضاة للرب»، لفظ أحمد عن قتيبة.

 

دراسة الأسانيد:
أ- طريق نافع عن ابن عمر:
وقد جاء عنه من روايتين:
الأولى: رواية ابن لهيعة، عن عبيدالله بن أبي جعفر، عن نافع، به، وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف مطلقًا -على الراجح-، ورواية العبادلة أقل ضعفًا من غيرها، والجميع ضعيف، وقد تفرد به عبيدالله بن أبي جعفر عن نافع[13]، وهذا التفرد بهذا الإسناد الضعيف منكر، فنافع ممن يجمع حديثه، وأصحابه المقدَّمون فيه كثر، لم يأتِ عن أحدٍ منهم روايةٌ للحديث عنه.

 

الثانية: رواية الأصمعي، عن مالك، عن نافع، وهذه رواها السِّلَفي بإسناد مليء بالمجاهيل، وهي منكرة جدًّا عن مالك، وصحيحُ حديثِ مالكٍ أشهرُ من أن ينفرد به هذا الإسناد.

 

ب- طريق نعيم المجمر عن ابن عمر:
قال ابن عدي: (وهذا لا أعرفه إلا من رواية محمد بن معاوية عن الليث)، ومحمد بن معاوية متروك منكر الحديث، وبعض الأئمة كذَّبه.

 

ج- طريق عبدالله بن دينار عن ابن عمر:
وهذه رجالها عن آخرهم ثقات، لكن في الإسناد نكارة؛ لشدة الفردية فيه من أوله إلى آخره، وإسناد جليل عن ابن عمر كهذا الإسناد، ينفرد به ابن عساكر (في القرن السادس)، ولا تأتي متابعة له في أي طبقة من طبقات الإسناد= هو إسناد منكر، لا بد أن يكون دخل فيه الخطأ والوهم في إحدى طبقاته، وربما دخل حديث في حديث على بعض الرواة، فركَّب إسناد ذاك على ذا، وربما كان الخلل فيه من إسماعيل بن توبة، فإنه لم يذكر بمزيد حفظ. والله أعلم.

 

4- تخريج حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-:
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (8/396)، والطبراني في الكبير (11/428) من طريق خليفة بن خياط، عن حباب بن عبدالله الدارمي[14]، عن يعقوب بن إبراهيم بن حنين، عن أبيه، عن جده -وهو عبدالله بن حنين-، والبزار -كما ذكر ابن دقيق العيد في الإمام (1/333) من طريق الربيع بن بدر، عن ابن جريج، وابن عدي في الكامل (3/60) -ومن طريقه البيهقي في الشعب (2521)- من طريق بقية، عن الخليل بن مرة، كلاهما عن عطاء، والطبراني في الأوسط (7496) من طريق بحر السقاء، عن جويبر، عن الضحاك بن مزاحم، ثلاثتهم -عبدالله بن حنين وعطاء والضحاك- عن ابن عباس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «عليكم بالسواك، فإنه مطهرة للفم مرضاة للرب»، لفظ عطاء، وزيدت فيه ألفاظ عند ابن عدي، وقال الضحاك: «السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ومجلاة للبصر»، وقال حنين: «السواك يطيب الفم ويرضي الرب».

 

دراسة الأسانيد:
أ- رواية عبدالله بن حنين عن ابن عباس:
وقد رواه حباب بن عبدالله الدارمي، عن يعقوب بن إبراهيم بن عبدالله بن حنين، عن أبيه، عن جده، وحباب بيض له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل[15]، وذكره أصحاب المؤتلف والمختلف[16]، ولم أجد فيه جرحًا ولا تعديلاً، ويعقوب بن إبراهيم ترجمه البخاري وابن أبي حاتم، وذكرا له حديثين أحدهما هذا[17]، وذكره ابن حبان في ثقاته[18]، فهذان المجهولان هما علة الحديث وسبب ضعفه.

 

ب- رواية عطاء عن ابن عباس:
وجاء عن عطاء من طريقين:
الأولى: طريق الربيع بن بدر، عن ابن جريج، عن عطاء، والربيع -وهو الملقب بعليلة- واهٍ متروك الحديث،
الثانية: طريق بقية، عن الخليل بن مرة، عن عطاء، وفيها علل:
إحداها: أنه قد رواه عن بقية: محمد بن أبي السري، وهو كثير الغلط والوهم[19].
العلة الثانية: أن بقية مدلس، وما صرح بالتحديث.
الثالثة: قال البيهقي: (وهو مما تفرد به الخليل بن مرة، وليس بالقوي في الحديث)، وحق الخليل أشد من هذا، فقد قال فيه البخاري: (منكر الحديث).

 

وهذ يبين أن رواية عطاء عن ابن عباس جاءت من طريقين منكرين.

 

ج- رواية الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس:
وجاء عن الضحاك من طريق بحر بن كنيز السقاء، عن جويبر بن سعيد، عنه، وبحر بن كنيز ضعيف جدًّا، ومثله جويبر، وخص الأئمة بالنكارة ما رواه جويبر عن الضحاك مرفوعًا، وهذا الحديث من ذلك، فالحديث واهٍ جدًّا.

 

5- تخريج حديث أبي أمامة - رضي الله عنه -:
أخرجه ابن ماجه (289) من طريق محمد بن شعيب، والطبراني في الكبير (8/262) من طريق الوليد بن مسلم، وابن عساكر في تاريخ دمشق (15/280) من طريق صدقة بن خالد، ثلاثتهم عن عثمان بن أبي العاتكة، والروياني (1220) من طريق ابن وهب، والطبراني في الكبير (8/248) من طريق سعيد بن أبي مريم، كلاهما عن يحيى بن أيوب، عن عبيدالله بن زحر، وأبو عروبة الحراني في جزئه -برواية الأنطاكي- (73) من طريق أبي عبدالرحيم، ثلاثتهم -عثمان وابن زحر وأبو عبدالرحيم- عن علي بن يزيد، والطبراني في الكبير (8/210) ومسند الشاميين (888) من طريق بقية، عن إسحاق بن مالك الحضرمي، عن يحيى بن الحارث، كلاهما -علي بن يزيد ويحيى بن الحارث- عن القاسم، عن أبي أمامة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «تسوكوا، فإن السواك مطهرة للفم مرضاة للرب، ما جاءني جبريل إلا أوصاني بالسواك، حتى لقد خشيت أن يفرض عليَّ وعلى أمتي، ولولا أني أخاف أن أشق على أمتي لفرضته لهم، وإني لأستاك حتى لقد خشيت أن أحفي مقادم فمي»، لفظ ابن ماجه، وللبقية نحوه، واختصره بعضهم، ولفظ الوليد بن مسلم عن ابن أبي العاتكة، وعبيدالله بن زحر، وأبي عبدالرحيم، عن علي بن يزيد: «السواك مطيبة للفم...».

 

دراسة الأسانيد:
جاء الحديث عن القاسم عن أبي أمامة من طريقين:
الأولى: رواية علي بن يزيد، وعنه عثمان بن أبي العاتكة، وعبيدالله بن زحر، وأبو عبدالرحيم، وهو خالد بن أبي يزيد الحراني، وقد دلَّس أبو عبدالرحيم أو من دونه عليَّ بن يزيد، فقال: عن أبي عبدالملك، عن القاسم، وأبو عبدالملك هو علي بن يزيد.


وعلي بن يزيد هذا هو الألهاني، وهو ضعيف، قال الجوزجاني: (رأيت غير واحد من الأئمة ينكر أحاديثه التى يرويها عنه عبيدالله بن زحر وابن أبي العاتكة، ثم رأيت جعفر بن الزبير وبشر بن نمير يرويان عن القاسم أحاديثَ تشبه تلك الأحاديث...، وأظننا أُتِينا من قبل علي بن يزيد...)[20]، وهذا الحديث من هذا الضرب، فقد رواه ابن زحر وابن أبي العاتكة عن علي بن يزيد، وتابعهما خالد بن بن أبي يزيد الحراني، وهو ثقة، إلا أن النكارة من علي بن يزيد، قال ابن معين: (علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة هي ضعاف كلها)، وكذلك قال أبو حاتم الرازي   ، وقد شدد بعض الأئمة في تضعيف علي بن يزيد، والظاهر أنه منكر الحديث.

 

الثانية: رواية يحيى بن الحارث، رواه بقية عن إسحاق بن مالك الحضرمي عنه، قال الأزدي في إسحاق بن مالك: (ضعيف)، وذكر له هذا الحديث، وقال: (لا يصح هذا)[21]، وقال ابن القطان في حديثٍ: (إسحاق بن مالك هذا لا يعرف حاله، وبقية غير مقبول الرواية، لا سيما عمن لا يعرف)[22]، وقد نص الأئمة على أن بقية إذا روى عن المجاهيل وغير المعروفين أتى بالمناكير، ثم إن بقية مدلس، ولم يصرح هنا بالتحديث. فهذه الرواية منكرة.

 

6- تخريج حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -:
أخرجه ابن حبان (1070) من طريق عبدالقدوس بن محمد بن عبدالكبير، عن حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن عبيدالله بن عمر، عن المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «عليكم بالسواك، فإنه مطهرة للفم مرضاة للرب -عز وجل-».

 

دراسة الإسناد:
في هذا الإسناد مخالفة لما رواه جمعٌ من الأثبات عن حماد بن سلمة على الوجه الذي سبق في حديث عائشة، وذلك الوجه أرجح وأقوى، وعبدالقدوس بن محمد بن عبدالكبير راوي هذا الوجه صدوق، فربما كان هو الواهم فيه.

 

وإن صحت هذه الراوية عن حماد، فهي دليل يُضاف إلى ما سبق ذكره من أن الرواية عن حماد على غير وجه تدل على عدم ضبطه لحديثه، وعلى أن رواية من خالفه أصح وأقوى.

 

وقد أعلَّ حديثَ أبي هريرة هذا ابنُ حجر من وجهين، قال: (والمحفوظ عن حماد بغير هذا الإسناد: من حديث أبي بكر كما تقدم، والمحفوظ عن عبيدالله بن عمر بهذا الإسناد: بلفظ «لولا أن أشق...»، رواه النسائي وابن حبان)[23].

 

7- تخريج حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -:
أخرجه أبو نعيم في السواك -كما في الإمام (1/336) من طريق هشام بن سليمان، عن يزيد الرقاشي، وفي السواك -كما في الإمام (1/336، 337)- من طريق داود بن الزبرقان، عن داود بن جحادة[24]، عن محمد بن المنكدر، والديلمي في الفردوس -كما نقله الشيخ الألباني في الضعيفة (9/21)- من طريق كنانة بن جبلة، عن بكر بن خنيس، عن ضرار بن عمرو، عن أبيه، وكذلك من طريق عمرو بن جميع، عن أبان، أربعتهم -الرقاشي وابن المنكدر وعمرو والد ضرار وأبان- عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «السواك مطهرة للفم مرضاة للرب».

 

دراسة الأسانيد:
أ- رواية الرقاشي عن أنس:
الرقاشي منكر الحديث خاصة عن أنس.


ب- رواية محمد بن المنكدر عن أنس:
فيها داود بن الزبرقان، متروك منكر الحديث -كما سبق في رواية عبدالرحمن بن عبدالله بن أبي عتيق عن القاسم عن عائشة-.


ج- رواية ضرار بن عمرو عن أبيه عن أنس:
فيها كنانة بن جبلة، اتهمه ابن معين بالكذب[25]، وضرار بن عمرو منكر الحديث[26].


د- رواية أبان عن أنس:
فيها عمرو بن جميع، متروك الحديث منكرُهُ، كذبه بعض الأئمة[27].

والله أعلم.

 


[1] وكذلك سماه المزي -في تهذيب الكمال (7/43)-، وربما كان هو عباد بن محمد بن عباد؛ إذ له روايات عن يزيد بن أبي حكيم عن الثوري أيضًا، انظر: تاريخ أصبهان (2/325)، التمهيد (9/135، 168).
[2] تاريخ الإسلام (وفيات 281-290، ص196)، أفاده الشيخ نايف بن صلاح المنصوري في مراسلة خاصة، وقد سقطت ترجمة هذا الراوي من كتابه (إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني)، فتستدرك.
[3] انظر: المعجم الأوسط (4881)، المعجم الكبير (23/264)، سنن البيهقي الكبرى (5/284)، سنن البيهقي الصغرى (3633).
[4] العلل (14/421).
[5] وقد أخرجها أبو نعيم في السواك -كما في الإمام (1/335)- من طريق سليمان بن بلال، ولم ينقل ابن دقيق العيد إسناد أبي نعيم إلى سليمان.
[6] السنن (1/34).
[7] معرفة السنن والآثار (1/259).
[8] العلل (14/422).
[9] انظر: المسند الجامع (5774).
[10] العلل (14/421).
[11] ابن أبي عتيق هنا منصرفة إلى عبدالله، وأما محمد فهو أبو عتيق -كما نبه عليه غير واحد-.
[12] شعب الإيمان (4/282).
[13] ومتابعته الآتية لا اعتبار لها.
[14] وقع في التاريخ الكبير: (حمران بن عبدالله الدارمي، قال: نا يعقوب...)، ونقل ابن أبي حاتم -في بيان خطأ البخاري (ص141)- أن في التاريخ: (محمد بن عمران عن يعقوب...)، وصوَّب أبو زرعة وأبو حاتم أنه: حباب بن عبدالله الدارمي، وعلى الصواب جاءت رواية الطبراني.
[15] (3/302).
[16] المؤتلف والمختلف، للدارقطني (1/478، 479)، الإكمال، لابن ماكولا (2/141).
[17] الموضع المخرَّج منه من التاريخ الكبير، الجرح والتعديل (9/201).
[18] (7/643).
[19] كما سبق في الحديث (32) -مرسل عبيد بن رحي-.
[20] تهذيب الكمال (21/180).
[21] لسان الميزان (1/370).
[22] بيان الوهم والإيهام (3/557).
[23] التلخيص الحبير (1/60).
[24] كذا، ورجح المحقق أن صوابه: محمد بن جحادة.
[25] لسان الميزان (4/490).
[26] انظر: المجروحين (1/380)، لسان الميزان (3/202).
[27] انظر: لسان الميزان (4/358).




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع (مقدمة)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (1)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (2)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (3)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (4)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (5)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (6)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (7)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (8)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (9)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (10)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (11)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (12)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (13)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (14)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (15)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (16)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (17)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (18)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (19)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (21)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (22)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (23)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (24)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (25)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (26)
  • من أحكام الطهارة والصلاة
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (28)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (29)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (30)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (31)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (33)

مختارات من الشبكة

  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (38)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (37)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (36)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (35)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (34)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (32)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة تخريج أحاديث الروض المربع [كتاب الطهارة] (27)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا ( تخريج أحاديث الشفا في تعريف حقوق المصطفى )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة تخريج الأحاديث الواقعة في كتب الإمام الشافعي ( تخريج أحاديث الأم )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • فتح الرزاق في تخريج أحاديث مصنف عبد الرزاق الصنعاني "تخريج ودراسة": الجزء الأول (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
1- طلب
الأمل - السعودية 06-12-2009 10:36 PM
السلام عليكم
أريد كتاب الجرح والتعديل لإبن أبي حاكم
جزيتم الفردوس..
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب